الأنساب
آل مدلج
آل مدلج
في التويم وحرمة أبناء مدلج بن حُسَين ، من الحسنة ، من المنابهة ، من بني وهب ، من بني وايل .
وسيأتي الكلام عن وائل الذي هو ابن قاسط بن هِنب بن أَفْصَا بن أسد عدنان . دُعْمِي بن جَدِيلة بن بن ربيعة بن نزار مَعَدَّ بن وتقدمت الإشارة إلى الصلة بين وائل هذا وبين عَنَزَة بن أسد بن ربيعة وقد أَلَّفَ ابن لعبون كتاباً عن أنساب أسرته آل مُدلج ، ولكن القسم المتعلق بهم لم يُنشر في الكتاب المطبوع . وقد تقدم ذكر نسب آل لعبون من آل مُدلج . وهاهو ما يتعلق بآل مُدلج ، قال ابن لعبون : جاء في كتاب « تحفة المشتاق » مانصه نقلاً عن ابن لعبون : أوَّل من سُمِّيَ لنا من أجدادنا حسين أبو علي ، وهو من بني وائل ، ثم من ثم من بني وهب من الحسنة وكان لوهب ولدان وهما مُنبه وعلي وهو جد ولد علي المعروفين اليوم . ولمنبه ولدان وهما حسن جد الحسنة ، وصاعد جد المصاليخ . ولصاعد ولدان وهما يعيش وقوعي (؟) والنسل لهما . فنزل حسين أبو علي المذكور في بلد أشيقر ونزل عليه بعد ذالك في بلد أشيقر عِدَةُ رجال من بني وائل منهم يعقوب أخو شميسة ، جد آل ( أبو رباع ) أهل حريملا ، من آل حسين(۱) من بشر . وحتايت جد آل حتايت المعروفين من وهب من النُّوَيْطَات وسليم جد آل عقيل منهم أيضاً وتوسعوا في أشيقر بالفلاحة ، وصار لهم شهرة ، وكثرت أتباعهم ونزل عندهم جد آل هُويمل ، وآل عُبيد المعروفين الآن في التويم من آل ( أبو رباع ) . واشتهر حسين أبو علي في أشيقر بالسَّخاء والمروءة وإكرام الضيف وفي أثناء أمره أقبل غَزْو من آل مغيرة ، ومعهم أموال كثيرة وقد أخذوها من قافلة كبيرة بين الشام والعراق ، فألقاهم الليل إلى بلد أشيقر ، فنزلوا قريباً من نخل ( أبو علي ) وكانوا مُتَبِرِّزِيَّنَ عن ضيافة البلد ، فأمر أبو علي بجذاذ جملة من نخله ، ووضعه في الأرض ، بين أسطر النخل ، ثم دعا الْغَزْوَ المذكورين وأميرهم حينئذ مدلج الخياري(٢) المشهور في نجد بالشجاعة وكثرة الغزوات وهو رئيس عربان آل مُغيرة ، فدخلوا إليه ، وأجلسهم على التمر ، فأكلوا حتى شبعوا عن آخرهم ، نحو خمس مئة رجل ثم أمر على(٣)مدلج المذكور به ورؤساء الغزو بالمبيت عِنْدَهُ ، وذبح لهم وصنع لهم طعاماً خصهم فلما كان آخر الليل وعزموا على المسير وضع مُدْلج تحت الوسادة صُرِّةً كبيرةً فيها مال كثير ، مما أخذوه من القافلة ، وساروا ، فلما كان بعد صلاة الصبح ، وطَوَوا الفراش وجدوا الصرة تحت الوسادة ، فركب أبو علي فرساً له فلحقهم ظنا أنهم قد نسوها ، فأب مدلج أن يأخذها فَأَبَ وقال : إنما وضعتها لك على سبيل المعاونة لك على مروءتك . فرجع أبو علي بها وكانت زوجته حاملاً فقال لها : إِنَّ ضيفنا البارحة من أهل المروءة والكرم ، فإن رزقنا الله ولداً ذكراً سميناه على اسمه مدلج فولدت ذكراً فسماه مدلج ، ونشأ مدلج في بلد أشيقر في حجر أبيه ، ثم صار له بعد أبيه شهرة عظيمة ، واجتمع عليه من قرابته جماعات ، ومن بني وائل ، وتمكنوا في أشيقر بالمال والرجال والحراثة ، فخافوا منهم الوُهَبةُ أهل أشيقر أن يطمعوا في البلد ، فتمالوا الوهبة على إجلائهم من البلد ، بلا تَعَدَّ منهم في دم ولا مال . وكان أهل أُشيقر قد قسموا البلد قسمين يوم يخرجون الوهبة بأنعامهم وسوانيهم للمرعى ، ومعهم سلاحهم وذالك أيام الربيع ، ويقعد بنو وائل في البلد يسقون زروعهم ونخيلهم ، ويوم يخرج فيه بنو وائل بأنعامهم وسوانيهم ويقعدون الوهبة يسقون زروعهم ونخيلهم . فقال الوهبة بعضهم لبعض : إِنَّ الرأي إذا كان اليوم الذي يخرج فيه بنو وائل للمرعى وانتصف النهار أخرجنا نساءَهُم وأولادهم وأموالهم خارج البلد ، وأغلقنا أبواب البلد دونهم ، وأخذنا سلاحنا ، وجعلنا في البروج بواردِيَّة ، يحفظون البلد ببنادقهم ، فإذا رجع بنو وائل منعناهم من الدخول ، ففعلوا ذالك ، فلما رجع بنو وائل آخر النهار منعوهم من الدخول ، وقالوا لهم : هذه أموالهم ونساؤكم وأولادكم قد أخرجناها لكم وليس لنا في شيء من ذالك طمع ، وإنما نخاف من شرور تقع بيننا وبينكم، فارتحلوا عن بلدنا مادام نحن وأنتم ، أصحاب ومن له زرع فيوكل وكيلاً عليه منا ونحن نقوم بسقيه حتى يحصد ، وأما بيوتكم ونخليكم فكل منكم يختار له وكيلاً منا ويوكله على ماله ، فإذا سكنتم في أي بلد فَمن أراد القدوم إلى بلادنا لبيع عقاره فليقدم، وليس عليه بأس، وليس لنا طمع في أموالكم وإنما ذالك خوفاً منكم أن تملكوا بلدنا وتغلبونا عليها فتم الأمر بينهم على ذالك ثم رحل بنو وائل : مدلج وبنوه ، وجد أهل حُريملا حريملا ، وسليم جد آل هويمل الذين منهم في الشقة آل عُبيد المعروفون في التويم والقصارا المعروفون ، من قرى القصيم ، وآل نصر الله المعروفون في الزبير فاستوطنوا بلد التويم . وكان أول من سكنها مُدْلجٌ وبنوه ، ثم اجتمع عليه قرابته . وكانت بلد التويم قبل ذالك قد استوطنها أناس من عايذ بني سعيد بادية وحاضرة ثم إنهم جَلَوَاعنها ودَمَرْت وعمرها مدلج وبنوه وذالك سنة ٧٠٠ تقريباً ونزل آل حمد آل ( أبو ربَّاع ) في حِلة وآل مدلج في حلة البلد ثم إنه بدا لآل حمد الارتحال والتفرد لهم في وطن ، فسار علي بن سليمان ابن حمد الذي هو أبو حمد الأدنى وراشد ، وتوجه إلى وادي حنيفَةَ ، فقدم على ابن معمر ، رئيس بلد العُيَيْنَة وكان قد صار طريقه على أرض حُريملا ، وفيها حوطة لآل ( أبو ريشة ) الموالي ، قد استوطنوها قبل ذالك ثم ضعف أمرهم وذهبوا واستولى عليها ابن معمر ، وذالك بعد دمار ملهم وانتقال شرايد أهله إلى بلد العيينة ، فساوم على بن سليمان المذكور ابن مُعَمَّر في حوطة حُريملا واشتراها منه بست مئة أحمر ، وانتقل إليها من التويم وسكنها هو وبنو عمه سويد وحسن ابنا راشد آل حمد ، وجَدُّ آل عدوان ، وجد البكور ، وآل مبارك ، وغيرهم من بني بكر بن وائل وذالك سنة ١٠٤٥ ثم إِنَّ سليم جد آل عقيل قدم على ابن معمر من بلد التويم فنزل عنده في بلد العُيَيْنَةِ فأكرمه ونشأ ابنه عقيل بن سليم وصار أشهر من أبيه وله ذرية كثيرة . وأما مدلج فإنه تفرد في بلد التويم هو وأتباعه وجيرانه وعمروه وغرسوه ثم نشأ ابنه حسين بن مدلج ، وعظم أمره وصار له شهرة ، وله أربعة أولاد : إبراهيم وإدريس ومانع وحسن ، وصار لهم صيت فَأَمَّا إِدْرِيس فإنه أعقب زامل ، أبو محمد الفارس المشهور ، الذي قتل في وقعة القاع سنة ١٠٨٤ وهي وقعة مشهورة بين أهل التويم وأهل جُلاجل ، قتل فيها محمد بن زامل بن إدريس رئيس بلد التويم المذكور ، وإبراهيم بن سليمان بن حماد بن عامر الدوسري رئيس بلد جُلاجل . ومحمد المذكور هو أبو فوزان جدُّ عبدالله بن حمد بن فوزان . ومفيز جد مفيز بن حسن بن مفيز بن حسين وهم من آل زامل . وأما مانع فهو جد آل حُزَيم بن مانع المعروفين وأما حسن فهو جد آل جطيل والمفارعة وأما إبراهيم بن حسن فإنه ارتحل في حياة أبيه إلى موضع بلد حَرْمَة المعروفة ، وهي مياه وآثار منازل قد تعطلت من منازل بني سعيد من عائذ ، ونزلها إبراهيم المذكور وعمرها وغرسها ونزل عليه كثير من قرابته وأتباعه ، وتفرد بملكها عن أبيه وإخوته وكان نزول إبراهيم بن حسين بن مدلج المذكور بلد حرمة وعمارته لها تقريباً سنة ٧٧٠ وقال بعد ذالك : ثم انه توفي حسين بن مدلج في بلد التويم وصار أميرها بعده ابنه إدريس . وأما إبراهيم بن حسين فإنه استقر في بلد حرمة ـ ثم ذكر عمران بلد المجمعة وسكنى عبدالله الشَّمَّري وأولاده فيها ، وذكر من ذرية الشمري هذا آل دهيش قال عنهم – بعد أن ذكر ما جرى بينهم وبين ـ آل سيف أبناء عمهم من خلاف : فارتحل آل دهيش إلى بلد حرمة ، وسكنوا عند آل مدلج وكانوا أصهاراً لهم ، فقاموا معهم في حرب آل سَيْف ، ووقع بينهم حروب كثيرة وقتل من الفريقين عدة قتلى منهم عثمان بن ناصر بن حمد بن إبراهيم بن حسين بن مدلج الوائلي الشجاع المشهور وهو الملقب بلعبون وهو جد آل لعبون وقد تقدم ذكر السبب الذي أوجب تسميته بهذا الاسم ( وانظر آل لعبون ) . وهاهي بعض الأخبار المتعلقة بآل مُدلج : عمارة بلد حرمة سنة ٧٧٠هـ : ثم إن إبراهيم بن حسين بن مدلج ارتحل من التويم إلى موضع حَرّمة وهي مياه وآثار منازل قد تعطلت من منازل بني سعيد من عايذ . ونزلها إبراهيم وعمرها وغرسها ، ونزل عليه كثير من قرابته من عَنَزَة . وكان نزوله بلد حرمة وعمارته لها سنة ٧٧٠هـ سبعين وسبع مئة تقريباً . وفي سنة ٨٧٨هـ : وفي آخر هذه السنة وقع اختلاف بين آل مُدلج وآل ( أبو رَبَّاع ) في بلد التويم ، ثم تصالحوا وسكنت الفتنة . وقال ابن بشر : وفي سنة ١٠٨٤ وقعة القاع المشهورة بين أهل التويم وأهل جُلاجل . قتل رئيس جلاجل إبراهيم بن سليمان ورئيس بلد التويم محمد بن زامل بن إدريس بن حسين بن مدلج وعدة رجال من الفريقين . وقال ابن عيسى : في سنة ۱۱۱۱ وفيها ملك آلُ مدلج أهل التويم من بني وائل بلد الخصونِ ، وأخرجوا منه آل تميم من بني وولوا في الحصون ابن نُحَيْط، من بني خالد،العنبر بن عَمْرِو بن تميم . وفي سنة ١١١٣هـ ملك آل راشد الفراهيد بلدة الزلفي ، وأخرجوا منها آل مدلج ـ على ماذكر ابن بشر وفي سنة ١١٢٠ هـ قتل حسين بن مُفيز الوائلي أمير بلد التويم قتله ابن عمه فايز بن محمد بن مفيز المدلجي الوائلي وتولى بعده في التويم ثم إنَّ أهل بلد حَرمة من آل مُدْلج من وائل ساروا إلى التويم وقتلوا فايز بن محمد المذكور ، ونصبوا فوزان بن مُفيز أميراً في التويم ثم غدر ناصر بن محمد في فوزان المذكور وقتله ،، فتولى في التويم محمد ابن فوزان ثم تمالاً عليه أربعة رجال وهم : المفرع ، وحمد بن عثمان الحزيم ، وزامل بن إدريس ، وأخوه عبدالله ، فقتلوه وقسموا البلد أرباعاً كل واحد شاخ في ربع منها فَسُمُّوا المربوعة وانظر كلام ابن بشر في سوابقه سنة ١١٢٠ عن ( المربوعة ) . وانهزم عبدالله بن فوزان ومفيز بن حسين إلى بلد جُلاجل (٤) قال ابن بشر وابن عيسى وغيرهما : في سنة ١١٤٢ ساروا أهل جلاجل ، وسهيل بن صويط رئيس عربان الظفير ، إلى بلد التويم ومعهم عبدالله بن حمد بن فواز المدلجي الوايلي ، رئيس بلد التويم في الماضي ، وكان ابن عمه مفيز بن حسين بن مفيز بن زامل ، قد غلب عبدالله المذكور على رئاسة التويم ، فجلا عبدالله المذكور إلى جلاجل ، واستولى على التويم مفيز المذكور ، فلما وصلت تلك الجنود إلى بلد التويم هرب مفيز من البلد ، ودخلت تلك الجنود ونهبوا كثيراً من بيوتها ، واستولى عبدالله المذكور على بلد التويم وفي سنة ۱۱۸۲ قتل فوزان بن ناصر المدلجي ، حين غزا سعود بن عبد العزيز آل مُرَّة ، فهزموه ، واستشهد من قومه نحو عشرة منهم ناصر بن عثمان بن معمر ، وفوزان المذكور – وقد ذكر هذه الغزوة ابنُ بشر وفي سنة ۱۱۹۱ – جَرَتْ حادثة حَرْمَةَ التي فَصَّلها ابن بشر ، وكانت نهايتها إجلاء أهلها، والاستيلاء على أملاكهم سنة ۱۱۹۳هـ وقد كانت بواعثها على ماذكر ابن بشر(٥) أنَّ الإمام عبدالعزيز بن محمد استنفر رعاياه يريد غَزو الخرج ، فأتى إليه وإلى الشيخ محمد رحمهما الله – أمير حَرمة عثمان بن عبدالله المدلجي فقال : كيف تسيرون إلى الخرج ، وبلدنا حَرْمَةَ قد ظهرت منهم أمارات الرّدة ونقض العهد ، وأنا لا أقدر آمر فيهم بمعروف ، ولا أنهى عن المنكر ولا أقدر أن أستقر عندهم ، إلا أن أمسكتم منهم رهائن تجعلونهم عندكم في الدرعية ثم ذكر ابن بشر صَرْفَ الغزو إلى حَرْمَةَ ، بطريق الخيسِيَّة فالحمادة ليغشوا البلد بدون علم أهلها ، فبلغوها ليلاً ، وأهلها هاجعون ، لم يستيقظوا إلا على أصوات طلقات البنادق التي أفزعتهم فخضعوا وبايعوا وقدموا أربعة من آل مُدلج وهم حمد بن عبدالله أخو الأمير عثمان ، ومحمد بن إبراهيم، وعلي بن عثمان الحسيني ، ومدلج المعيي ، ورحلوا مع أمير الجيش عبد الله بن محمد بن سعود إلى الدرعية، ومعهم أمير حوطة سدير صعب بن محمد بن مهيدب وأمير عودة سدير منصور بن عبد الله بن حماد ، لمالاتهما أهل حَرمة وكان سُوَيّد صاحب جلاجل – على ماذكر ابن بشر ـ قد ذكر عنه ممالأة أهل حرمة ، ولكن أمير الجيش تركه خوفاً من خلل يقع في سديرثم ذكر ابن بشر أن رؤساء أهل حرمة أجمعوا على قتل أميرهم عثمان ابن عبد الله ، وأنه وقف له أخوه خضير بن عبدالله وابن عمه عثمان ابن إبراهيم في وسط السوق فأشرعوا فيه السيوف فقتلوه . وقبضوا على بعض أعوانه فحبسوهم فجهز الإمام عبدالعزيز ابنه سعوداً ومعه أهل العارض لغزوحرمة ، فحاصرها أياماً حتى طلب أهلها الصلح ، فصالحهم سعود على اطلاق الأسرى الذين عندهم ، وأن يطلق لهم الرهائن الذين في الدرعية . واستعمل على حرمة أميراً ناصر بن إبراهيم ، واشترط عليهم رحيل جاسر الحسيني عن البلد ، فرحل . وفي سنة ١١٩٣ – على ماذكر ابن بشر – نقض أهل حَرْمَة العهد ، وانضم إليهم أهل الزلفي، وساعدهم سعدون بن عُريعر وحاصروا المجمعة ، حتى أتاهم مَدَدٌ بقيادة حسن بن مشاري بن سعود ففك عنهم الحصار ، ثم جَهَّز الإمام عبد العزيز بن محمد أخاه عبدالله بالجنود ، فسار إلى مُنِيخ ونازل أهل حَرْمَةَ ووقع بينهم قتال قتل فيه مدلج المعيي ومحمد بن إبراهيم ورحل عبدالله بجنوده فعاد أهل حَرّمة لمحاصرة المجمعة ، فاستنفر سعود بن عبدالعزيز أهل البلدان مُشاةً وركبانا وحاصر حرمة أشد الحصار ، وقطع نخل قاضيها عبد الله المويس ـ وكان هذا قد توفي سنة ١١٧٥ ومعروف بعدائه للشيخ محمد ــ حتى طلب أهلها الصلح على ما في بطن الحلة والأموال فكتب سعود إلى أبيه بذالك فأجابه : إِنَّ أهل هذه القرية تكرر منهم نقض العهد ، فاهْدِمْهَا ودَمرْها ، فهدم سورها وبعض بيوتها ، وأمَرَ بِأناس ممن أثار الشر من أهلها ـ بالارتحال منها ، فارتحل أناس كثير ، نزلوا المجمعة والزلفي وغيرهما ومن ارتحل منها أناس من آل مُذلج – كما مَرَّ ذكر هذا في الكلام على آل لعبون – ومنهم من انتقل إلى الزبير ، ومن هاؤلاء آل ضاحي ابن عون ، الذي اطلعت لدى الشيخ محمد الحسن الضبيب ـ على كتاب له أرسله إلى ابن ثنيان يطلب منه إرجاع أملاك آل مُدلج وبلغني أنَّ الملك عبدالعزيز – رحمه الله ـ أمر في العهد الأخير بإرجاع ماهو معروف من تلك الأملاك لمن هو معروف من أهلها سنة ١٢٣٦هـ لما ارتحل حسين بك أحد قواد العساكر الغزاة من ترمدا وقعت الحروب بين أهل جلاجل وأهل التويم منها قتال قتل فيه من أهل التويم عبد الله بن فوزان بن مفيز وسليمان بن محمد بن عيدان وقتل من أهل جلاجل ثلاثة رجال. وفي سنة ١٢٥٧ – قُتِل عبد الله بن عثمان المدلجي أمير حَرْمَة ، قتله عبد الله بن ثنيان ، بعد استيلائه على الرياض في هذه السنة وفد عليه أمراء سدير ، فرمي بعضهم كذباً بما هم منه براء ــ فأمر بضرب أعناق خمسة منهم ، منهم أمير حرمة المذكور
(۱) كذا ولعله (حسني ) أو (حسن) .
(٢) في سنة ٨٥٦ قتل رئيس آل مغيرة لاحم بن مدلج الخياري ، فلعل مدلجاً المذكور من أجداد لاحم هذا
(٣) كلمة ( على ) هنا زائدة ، وهي لهجة عامية مستعملة .
(٤) تحفة المشتاق .
(٥) عنوان المجد حوادث سنة ۱۱۹۱ .
آل مُدْلِج
في بريدة من آل ( أبو عُلَيَّان ) ، من العناقر ، من بني سعد ، من تميم . قال ابن عيسى في حوادث سنة ۱۲۹۱ (۱) وفي هذه السنة قتل عبدالله آل غانم في بريدة قتله عبد المحسن بن مدلج هو وأولاده ، وهم من عشيرته آل أبي عليان في عبد الله بن عبدالعزيز بن عدوان أمير بريدة سنة ١٢٧٦هـ كما تقدم ، يدعي عبد المحسن المدلج ، أنه أقرب عاصب له ، وكان عبد الله الغانم المقتول المذكور من جملة القاتلين لابن عدوان . وقال ابن عيسى في حوادث سنة ١٢٩٢(٢) : وفي هذه السنة قام حسن آل مهنا الصالح ، على عبد المحسن المدلج وابنيه عبدالله ومدلج ، وهم من آل أبي عُلَيَّان فقبضوا عليهم وحبسوهم ، وكان قد قيل له عنهم أنهم يكاتبون من بقي من عشيرتهم في عُنيزة بعد الوقعة المذكورة ، ويحسنون لهم السطوة على بريدة ، فلما كان ذات ليلة هربوا من الحبس ، فانتبهوا بهم ولحقوهم فأمسكوا عبدالمحسن المذكور وابنه عبد الله فقتلوهما ، وأما مدلج فإنه فاتهم وسار إلى بلد عنيزة . وقال أيضاً في حوادث سنة ۱۲۹٤ : وفي هذه السنة وفد حمد آل غانم وإبراهيم بن عبد المحسن بن مدلج من رؤساء بلد بريدة في الماضي من آل أبي عُلَيَّان وعبد الله آل جالس المعروف من موالي آل أبي عُلَيَّان ، على محمد العبدالله بن رشيد ، فبلغ الخبر حسن آل مهنا ، فارسل ابن عمه ه صالح آل علي أبا الخيل بِسَرِيَّةٍ يتطلبونهم فوجدوهم في الموضع المسمى ( ابْقَرِيَّة ) راجعين من عند ابن رشيد يريدون بلد عنيزة فقتلوهم .
(۱) عقد الدرر
(٢) عقد الدرر .
آل مُدْلِج
في ثرمداء . من آل مَرْشَد ، من المزاريع ، من بني عَمْرٍو ، من بني تميم