فروع كثيرة من الدواسر تنتسب إلى تغلب بن وائل أخِي بَكْرٍ وعَنْزٍ من ربيعة ، ويقول أحد شعرائهم :
جنا بني تغلب نسل وايل من قَدِيمِ شُبُوبَ الحَرْب منا
نشتهر بالدواســر الأوائل عمــرو بن كلثوم وكليب مِنا
ومن المعروف أن بني تغلب غادروا الجزيرة إلى شرقها ثم إلى العراق فالشَّام ، عند ظهور الإسلام ، وقد تكون بقيت منهم أسر تحضرَتْ ثم اندمجت في بني ربيعة الذين منهم سكان العرض – عرض بني حنيفة وما حوله ، ومن بقايا ربيعة عنزة الذين منهم الهزازنة في وادي نَعَام . جنوب جبل عارض اليمامة.
ولكن من المعروف أنَّ القبائل في تنقلها في الجزيرة وخارجها ، لا تَتَّجه جنوباً ، بل شرقاً وشمالاً باستثناء أفراد قليلين حدثت منهم أحداث أوجبت انتقالهم إلى اليمن، مثل أنمار ، وعَنْزِ بن وايل وأكلب بن ربيعة . ثم دخل بنوهم في القبائل اليمنية ـ على اختلاف بين النسابين في ذالك ، وكان قبل ظهور الإسلام ، وقبل بَدْءِ تَدْوِين الأنساب.
ومعروف أيضاً أن وادي الدواسر يُعرَف قديماً باسم العقيق ـ عقيق بني جرم – وبنو جَرْم هؤلاء من قُضَاعةً ، من حمير من قَحْطَان ومن قضاعة هؤلاء بنو تَغْلِبَ وهؤلاء أقرب إلى كَوْنِ تغالبة الدواسرمنهم.
وقال الشيخ عبد الله البسام (۱) : إن الذي يترجح عندي أنَّ جذمي الدواسر : تغلب وزائد ، من القحطانية لا أن بعضهم ـ وهم تغلب ـ من عدنان ، كما يقول بعض الناس ، فتغلب عدنان ذهبوا عن نجد إلى العراق قبيل الإسلام ، ولم يبق منهم من له اسم يذكر ومكان الدواسر الآن هو طريق هجرة قبائل قحطان من اليمن والسراة إلى نجد ، والذي يترجح عندي أنهم من الأزد . انتهى ولقد أشرت إلى كون تغلب الذين من قبيلة الدواسر من تغلب قضاعة في مقال نشرته جريدة « اليمامة » منذ ثلاثين عاماً ــ تقريباً ـ ولكن كثيراً من المنتسبين إلى التغالبة لم يَرْضَوا بما كتبتُ ، وَأَصَرُّوا على أنهم من وايل ، وقد يكون من أسباب هذا شهرة تغلب وايل ، وقُربها من الأسرة السعودية الكريمة الحاكمة التي هي من وايل . ومهما يكن الأمرُ فالتغالبة صَرِيحُو النَّسَب ، سواء كانوا من تغلب قضاعة من قحطان ، أو تغلب وايل من ربيعة من عَدْنَان وهم الآن معدودون من الدواسر ، القبيلة التي ترجع أكثر فروعها إلى قحطان. ومن التغالبة : الحقبان ، والمصارير ، والخييلات ، والعُمُورُ ، والمَشَاوِيَةُ.