الأنساب
بنو لأم
بنو لأم (١)
أصل بني لأم من قبيلة طيء قوم حاتم الطائي .
من بني بحتر الفرع المعروف من تلك القبيلة منسوبون إلى لأم بن عمرو بن طريف بن عمرو ، بن ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب ابن خارجة بن جديلة بن سعد بن فُطرة بن طي ، وفي طيء لأم ، آخرهو ابن عَمْرِو ، بن عتاب بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بختر ، ويحتر معروف النسب إلى طيء ومنازل بني لأم في القديم هي منازل إخوتهم من بني طي ومن وهي الأرض المنخفضة الواقعة المواطن التي كانوا يسكنونها الْغُوطَة غرب الجبلين ، وكانت تعرف قديماً بغوطة بني لأم ثم لما انتشرت فروع قبيلة طي كان من بينهم بنو لأم . وقد تحضر كثير منهم وتفرقوا في قرى نجد ، في الشَّعراء التي كان ينزلها عِجْلُ بن حُنَيْتم من رؤسائهم وفي مَنْهم وفي أبي الكباش وفي حايل وغيرها من بلدان نجد أما باديتهم فقد اتجهت إلى شمال نجد ، ثم انتشرت فيما بينه وبين الشام وأطراف الحجاز الشمالية وكانت فروع من قبيلة طيء قد انتشرت في الشام فلسطين الأردن – سورية وكونوا إمارة في فلسطين في القرن الخامس الهجري . وقد انتشرت تلك الفروع حول الطرق الممتدة بين الحجازوالشام· وإذا تتبعنا أخبار بني لأم منذ القرن السابع الهجري نجد أنهم كانت لهم صولة في تلك الجهات التي نزحوا إليها في شمال الحجاز وأطراف الشام ( الأردن وفلسطين ) . ولاتزال لفروع قبيلة طيء ومنهم بنو صخر في الشام في الأردن ونواحيه كما كان لآل فضل من القوة وسعة النفوذ في كل الجزيرة في خلال القرنين السابع والثامن مما هو معروف ، وقد تحضر كثير منه واشتغلوا بالفلاحة ، واستقروا . ويحسن أن نورد طرفاً مما ذكره المؤرخون عن بني لأم بعد انتقالهم من نجد إلى الجهات الشمالية :
١ ـ سنة ٧١٣ قال صاحب المختصر في أحوال البشر » في حوادث سنة ٧١٣ : ( فيها اجتمع جماعة من بني لام من عرب الحجاز ، وقصدوا قطع الطريق على سوقة الركب الذين يلاقونهم من البلاد ، إلى تبوك ، عند عود الحاج وساروا إلى ذات حج ، والتقوا مع السوقة ، فقتل من السوقية تقدير عشرين نفساً وأكثر ، ثم انتصروا على بني لأم وهزموهم ، وأخذوا منهم تقدير ثمانين هجيناً ، وعادت بنو لام بخفي حنين ) . انتهى
٢- سنة ٨٣٨ ذكر ابن إياس في بدائع الزهور (٢) في حوادث ذي الحجة منها أن مبشر الحاج حضر مسلوب الثياب وقد عَرَّاهُ بنو لام في الوجه ، وأخذوا ما معه من الكتب وغيرها .
٣ـ وفي سنة ٨٩٧ لما صعد الركب الأول إلى سطح العقبة خرج عليهم بنو لام ونهبوهم(٣)
٤ ـ وفي سنة ۹۰٠(٤) لما رجع ركب الحج الشامي خرج عليه بنو فاحتاطوا عليه عن آخره وسَبَوُا الْخَرِيمَ ، ونهبوا الأموال وأسروا أمير الركب فانزعج السلطان لهذا الخبر .
٥ – وفي سنة ٩٠٧ لما وصل ركب الحج المويلح عائداً خرج عليهم عربان من بني لام وبني عطية وبني عقبة ، ووقفوا للحجاج ، وأرادوا ينهبوهم ، فوقع الصلح بينهم على أن يأخذوا على كل جمل دینار (٥)
٦ ـ وذكر ابن إياس في » بدائع الزهور» في حوادث سنة ٩١٢ ـ مانصه : ( وفي ذي القعدة وردت الأخبار أن العسكر المتوجه إلى يحيا ابن سبع ( أمير ينبع من الأشراف ) قد انتصر عليه نصرة ثانية ، وكان من ملخص أخبار هذه النصر أن العسكر لما تواقع مع يحيا بن سبع وانكسر أولا توجه إلى طائفة من العربان يقال لهم عَنَزَة ، وهم من بني لأم فالتجأ إليهم ، واستمر مقيماً في مكان بالقرب من ينبع (٦) ثم ذكر بقية الخير .
٧ – ذكر الجَزِيرِيُّ أن العسكر المعين لخفارة الحجاج وحراستهم استجد سنة ٩٢٦ بعد واقعة سلامة بن فواز المعروف بجغيمان ، من عرب بني لأم المفارجة
٨ – وذكر في حوادث سنة ٩٢٦(٧) أن سلامة هذا تعرض للحجاج في نحو عشرة آلاف نفس في وادي سماوة بالقرب من الأزلَم ، فأصيب ابن عمه برصاصة فانهزم ، فمن تلك السنة عينت البلكات من العسكر الركبان
ومن تلك السنة عينت السلطنة لسلامة بن فواز كل سنة ألف دينار راتباً له ولأولاده من بعده ليكفَّ عن الركب المصري ودربه ، وليكون من حراسه وحزبه ، وضَمِنَهُ فيها يأتي منه صهره الشيخ عمرو بن عامر ابن داود أمير بني عُقْبَةَ ، وجعله وكيلاً عنه في ذالك ، وصارت لأولاده من بعده خلفاً عنه ، وعمرو بن عامر على ضمانته وتناوله المعلوم .
٩ – وقال الجزيري . وبالقرب من الْعُقَيقِ أول المضيق من الطلعة من يسار الركب محرس إلى حسمى وخرج منه بنو لأم على الركب في سنة ۹۳۰ في ولاية الأمير جانم الحمزاوي ، ولم تظفر منه بطائل (٨)
١٠ ـ وذكر الجزيري في الدرر الفرائد المنظمة (٩) في حوادث سنة ٩٥٢ أن الركب حين نزل الأزلم في الذهاب ، انقطع منه بحدرة دَامَةَ بعضُ جمال من الربايع التي تتأخر عادة عن الركب ، فصادفهم مرور خيل بني لام صحبة شيخ من شيوخ بدناتهم ، يسمى دويعر في نحو السبعين فرساً على ماقيل ، فاستاق الجمال بأحمالها وكانت نحو العشرين أو دونها ، فلما علم أمير الحاج حصل عنده رعب شديد ، که نشده وكنت حاضراً عنده ، فثبته ، وكان في المجلس عامر بن عمرو بن داود شيخ بني عُقبة ، وهو ملتزم بما يأتي من بني لام ، فأشرت عليه بالقبض على المذكور وولده ، وفعلنا ذالك ، ثم أطقلنا عَمْراً لإحضارالجمال والأحمال ، فتوجه وأحضر غالبها ، وما ادعوا ضياعه غرمه الأمير آيدين (١٠) لجماعة التجار بالقاهرة بعد شكاوى إلى داود باشا بلخاش ، إلى الغاية .
۱۱ – وقال أيضاً في ( الدرر الفرائد المنظمة (١۱) ) في ذكر المحارس التي تكون طريقاً للمفسدين وقطاع الطريق ، وأن على أمير الحاج حراسة ركب الحجاج فيها بالتهي، بما يلزم من فرسان وأسلحة . قال : واعلم أن محارس بني لام بالدرب المصري متعددة : فمنهافي دَوار حقل ، وادٍ يطلع إلى جسما وعند عش الغراب محرس إلى حِسْما . وبوادي غفال عند قبر السَّفَافِ بالشَّرَفَة إلى حسما ، وبالقرب من عينونة بحذاء يَرْوَى – بـ الياء بفتح المثناة التحتية بعدها راء ساكنة وواو مفتوحة ـ محرس إلى حسما ، وبالقرب منها أيضاً يَرْنَبُ وسدر ، بمعشى الشرمة محرس وبالنَّبكِ المُسَمَّى بالمويلح محرس وبالقرب من دار السلطان محرس يدعى الْخُرَيْطَةِ يَرِدُ إِلى حِسْمَا
وبالقرب من حدرة دامة محرس .
وبالقرب من سَماوَة والدَّخَاخِين محرس وبالصفحة من وراء اصطبل عنتر محرس . وبالوجه محرس
وبالقرب من أكْرًا محل يدعى الوفدية محرس . وبأكْرًا محرس . وبأول مضيق الْعُقَيقِ مَحْرس
١٢ – وقال الجزيري (۱٢) في الكلام على ( المويلح ) : والمرتبات على هذا المحل أكبر معلوم من سائر الأدراك فإن عمرو بن عامر بن داود خالص مقبوضه في كل سنة لنفسه وأولاد عمه من الفضة السليمانية تسعة عشر ألف نصف فضة وأربع مئة وخمسة وثمانون نصفاً وما يقبضه عادة بطريق الوكالة لصهورته أولاد سلامة بن فواز عرف بجُغَيْمان – شيخ عربان بني لأم المفارجة إنعاماً عليهم من غير دَرَكِ في كل سنة ألف دينار – إلى أن قال : ذكر عربان بني لام : المفارجة : وهم طوائف عديدة منهم آل سليم ـ وهم آل بيت يعمر ـ وآل محمود ، وآل سالم .
آل قني : منهم آل فواز و آل حسن وآل عياض القاطنين بحسما
آل صقر : منهم آل دغمان وآل شيهان وآل طليحة .
آل قبين (؟) : منهم آل سهيل وآل زيان وآل حماد وآل مسعود وآل واصل وآل واجد
ويظهر أنَّ بني لأم بني لأم انْضَمَّتْ إليهم فروع من قبيلة طيء بعد انتقال القبيلة إلى الشام في عصور قديمة ، حيث كونوا إمارة في فلسطين في القرن الرابع الهجري ، هي إمارة بني الجراح ، فاتسعت بنو ، فاتسعت بنو لأم في نجد ، وكثرت ، وامتدت بلادها ونفوذها من الجبلين غرباً حتى المدينة في القرنين السابع والثامن الهجريين ـ كما ذكر صاحب مسالك الأبصار فيما نقل عن الحمداني ونجد أقدم خريطة رُسمَتْ للجزيرة في أول عهد الدولة التركية ، وضع فيها اسم ( لأم ) من القبائل المنتشرة حول المدينة (۱٣) شرقها وشمالها حتى الجبلين ، وأعالي وادي الرمة كما نجد طرفاً من أخبار مناوشاتهم وتحرشهم بالحجاج ، وبولاة مكة في تواريخ مكة في سنة ۹۰۰ و ۹۰۱ (۱٤) ومع انتشار ما ينسب إليهم من أخبار لدى العامة في نجد ، فإنَّ الباحث فيما هو مُدَوَّن من تاريخ هذه البلاد لا يجد لهم ذكراً باستثناء أسماء بعض الأسر التي تنسب إليهم ، أو الفروع الذين تفرعوا منهم كال كثير وآل مغيرة والفضول ، وإن كان هاؤلاء ـ في الغالب ـ يجمعهم مع بني لأم الأصل وهو طيءُ ، لأنَّ لأم الأصل وهو طيء ، لأنَّ بني لام انضاف إليهم وقت قوتهم كثير من الفروع من قبائل شتى
(۱) من بحث نشر في ( العرب ) - المجلد الثاني عشر ـ ص ٦٢٤
(٢) ج ۲ ص ١٦٣ .
(٣) الدرر الفرائد المنظمة ص٧٦٤
(٤) بدائع الزهور : ٣/٣٠٦
(٥) الدرر الفرائد ، ٧٨٤
(٦) بلاد ينبع ، ص ٦١ وعنزة ليسوا من بني لأم كما هو معروف .
(٧) الدرر الفرائد المنظمة ، ص ۸۱۱ .
(٨) الدرر الفرائد المنظمة ، ص ۸۱۷ .
(٩) ص ٨٧٣/٨٧٤ .
(۱٠) هو أمير الحاج آيدين بن عبد الله الرومي تكلم عنه الجزيري وذكر أنه أمير الحج سنة ٩٥٢ وهجاه
بشعر
(١۱) ص ٢٥٤
(۱٢) الدرر الفرائد المنظمة ، ٥١٤ الطبعة الأولى وانظر ۸۱۲ و ١٣٧٥ الطبعة الثانية .
(۱٣) رأيت نسخة من هذه الخريطة سنة ١٣٥٤هـ كانت معلقة في مدخل مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمة في المدينة المنورة
(١٤) انظر و بلوغ القرى لابن فهد حوادث سنة ٩٠٠ و ٩٠١
أنساب ذات صلة
بنو العنبر
- تأليف عبد الرحمن النجدي
بنو علي
- تأليف عبد الرحمن النجدي
العتوب ( بنو عتبة )
- تأليف عبد الرحمن النجدي
الوهبة ( بنو وهيب )
- تأليف عبد الرحمن النجدي
بنو هاجر
- تأليف عبد الرحمن النجدي
الهزازنة ( بنو هزان )
- تأليف عبد الرحمن النجدي
بنو صخر
- تأليف عبد الرحمن النجدي
بنو خضير
- تأليف عبد الرحمن النجدي
بنو خالد
- تأليف عبد الرحمن النجدي
بنو حسين
- تأليف عبد الرحمن النجدي
بنو الأمير
- تأليف عبد الرحمن النجدي