الأنساب
آل مقرن
آل مقرن
مُقْرِنٌ هو الجد الثامن لمليك البِلادِ المُفَدَّى ، ولإخوانه الْغُرّ الميامين .
فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن . وَإليهِ تُنْمَى الأسْرَةُ السُّعودية الكريمة وكان الملك عبدالعزيز ـ قدَّسَ الله روحه – كثيراً ما يَعْتَزي قائلاً : ( أنا ابن مقرن ) !! ومُقْرِنّ هو – كما هو مَعْرُوف – ابن مرخان بن إبراهيم بن موسى ابن ربيعة بن مانع بن ربيعة المُرَيْدِي ، من الْمُرَدَةِ . ومانع ـ على ما ذكر مُؤَرِّخو نَجُدٍ ـ عاش في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري ، وقَدْ تَقَدَّم الكلام على الْمُرَدَةِ ، وَأَنَّهُمْ من بني وائل .
ويَحْسُنُ بَسْطُ القول في وائل لأنَّ كثيراً من الأسر النَّجْدِية ـ حاضرةً وبادية – تنسب إليه . وَائِلُ جِزْمٌ عَظِيمٌ من رَبِيعَةَ بن نزار بن معد بن عدنان ، وتنتمي إليه فروع معروفة من قبيلة عَنَزَة ، وأسر كثيرة في نجد ، أشهرها الأسرة السعودية الكريمة ، فهي – بإجماع مؤرخي نجد ــ من المردة والمُرَدَةُ من المَصَالِيخ ، والمصاليحُ مِنْ بني وهب ، من ضَنَا مُسلم من عنزة (۱) وقال ابن لَعْبُونَ في تاريخه (٢) في الكلام على نسب آل مُدْلج : عِنْدَ ذكر وايل ، وأن من وايل بني وَهْبٍ ـ قال : وكان لِوَهْبٍ وَلَدَانِ هُما منبه ، وعلي ، وعلي وعلى هو جَدَّ هو جَدُّ وِنْد عَلى المعروفين اليوم ولمنبِّه وَلَدَانِ هما حَسَن جَدُّ الحَسَنة وصاعِدُ جَدُّ المَصَالِيخ ولصاعد ولدانِ يَعِيشُ ، وقوعي . انتهى . ولكن اسم ( عَنَزَةَ ) لا يَرِدُ في سِلسلة النسب السعودي الكريم من وائل إلى نزار بن معد بن عَدْنَان – إذْ وائل هو ابن قاسط بن هِنْبِ ابن أَفْصَا بْنِ دُعْمِي بْن جَدِيْلَةٌ ، بن أُسَدِ بن رَبِيعَة بن نزار بن معد ابن عدنان وعَنَزَة هو ابن أسد بن ربيعة بن نزار ، فوائل وعَنَزَة يجمعهما ربيعة ، فكيف صار الانتساب إلى عَنَزَة ، من قبل كثير من الوائليين وليس جَدًّا لَهُمْ ؟ وهذا مما سُئِلْتُ عنه كثيراً ، ووجدته كثيراً بين قبائل العرب قديماً وحديثاً . وإيضاحُهُ أنَّ من عادة الْعَرَبِ إِذَا اشتهر فرع من فروع القبيلة التي يجمعها أصل واحد فإن بقية الفروع تنتسب إلى ذالك الفرع ، ومثل هذا في القبائل المعاصرة مثل قبيلة شمر ـ فقد كان هذا الاسم يُطلق على فرع قليل الْعَدَد ، من قبيلة طيء ذات الفروع الكثيرة الشهيرة ، أن أكثر تلك الفروع غادرت الجزيرة سِوَى فَرْعَ شَمَّرَ ، وفروع قليلة من طيءٍ ، انتسبت إلى شمر فيما بَعْدُ ، فأصبحت فروعُ طيءٍ في نجد داخلةٌ في فرع شَمَّر ، وإن لم يجمعها في هذا الفرع سوى الجد الأعلى ، وهو طيءُ ، الذي انحصر في فرع صغير من فروع تلك غير القبيلة يعيش في العراق وهذا الأمر تدفع إليه الحياة التي كانت قبائل العرب تحياها داخل الجزيرة ، فهي بحاجة إلى حالة من الْعَصَبِيَّة لكي تحمي نفسها قبل استتباب الأمن في هذه الربوع ، بقيام الحكم السعودي الميمون فيها وقُل مثل هذا في ربيعة الجذم العظيم من العرب العدنانية فَقَدْ تفرعت منه قبائل كثيرة ، منها بكر ووائل ، وعَنَزَةُ ، وعَبْدُ القَيْس أهل البحرين المنطقة الشرقية الآن والنَّمِر ، ومن وايل : بنو عنز ، الذين دخلوا في قبائل عَسِير ، في جنوب الجزيرة ، وبنو حنيفة الذين استقروا في واديهم منذ عصر ماقبل الإسلام إلى عصرنا الحاضر ، حيث لاتزال اسر كثيرة في قرى هذا الوادي من بني حنيفة وفروع أخرى من بني وائل وغيرهم في نعام والأفلاج ونواحيهما، ولكن جُل الفروع هاجرت من الجزيرة ، ولم يبق فيها من ربيعة من البادية سوى فروع يسيرة منها : عَنزة في حِرَار خَيْبَرَ ونواحِيهَا ومنها بنو حنيفة في واديها ، يجاورهم أناس متحضرون من أبناء عمومتهم من بني بكر بن وايل في الوادي وحوله وفي جنوب العارض وتحضُرُ القبيلة يُفْقِدُهَا أَهَّمَ وَسَائل القُوَّة التي كانت تتَّخِذ منها القبائل البدوية أبرز مُميزات البداوة ، وهي الانتماء إلى العنصر الأصل – الذي به تحافظ على بقائها ، وحدَةً متماسكة ، وكانت قبيلة عنزة هي القبيلة التي بقيت داخل الجزيرة مُتمسكة ببَدَاوَتِها وبمميزاتها القبلِيَّة ، ولهذا فلابد من الفروع التي تمت إليها بصلة ، من بني وايل من الانتساب إليها ، حتى وإن كانت من قبيلة أشهر منها كقبيلة بني حنيفة ، التي استطاعت أن تحمي نفسها في واديها ، وهي تعيش بين قبائل أكثر منها عدداً ، وأقوى عصبية كبني وأقوى عصبية كبني تميم ، وقيس عيلان كما قال الشاعر الحنفي الجاهلي موسى بن جابر (٣) :
وَجَــدْنا أَبـــانا كــان حَــــلَّ بِبلْــدَة سوى بين قيس قيس عيلان والفِزْرِ(٤)
ورابيــــةٍ أَمَّــا الْعَـــدُوُّ فحـــــولها مطِيــفٌ بنـا فـي مِثْـلِ دَائِـــرِةِ المُهْرِ
فلما نـــأتْ عَنَّــا الْعَشِيْــرَةُ كُلُّــهَا أقمنا وَحَاــلفنا السُّيُـوفَ عَـلى الدَّهْـر
فَمَــا أَسْــلَمَتْنَا بَعْـدُ فِي يَوْمٍ وَقْعَةٍ وَلا نَحْــنُ أَعْمَـدْنَا السُّيُـوفَ عَلى وتــر
وقول الله أجَلُّ وأولى – في وصف بني حَنِيفَة – : ﴿ قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ ــ مِن الْأَعْرَابِ سَتَدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أولي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُوْنَهُمْ أَوْيُسْلِمُونَ ) ( سورة الفتح الآية ٤٨ ) .
ذالك كان لابد لهم من الاعتزاء إلى أحد فروع القبيلة التي ومع يجمعهم بها الجد الأعلى هو ربيعة ، وهذا أمر متعارف بين العرب قديمهم وحديثهم قال البلبيسي في كتابه الذي جمع فيه كتابي ابن الأثير والرشاطي في الأنساب (٥)، في الكلام على الغفاري : ومن الصحابة رضي الله عنهم : الحكم بن عمرو وساق نسبه إلى نعيلة بن مُلَيْل بن ضمرة بن بكر ، وقال : ونُعَيْلَةُ هو أخو غِفَارٍ ، نُسِبَ إلى أخي جدِّهِ ، وكثيراً ما تَصْنَعُ العرب هذا ، إذا كان أشْهَرَ مِنْ جَدِّهِ ، انتهى .
وقال الحافظ ابن حجر في الاصابة – في ترجمة الحكم : وقَدْ يَنْسِبُونَ إلى الإخوة كثيراً انتهى ، وهذا من وهذا من الأمور المعروفة لهذا فإنَّ مانقل الدكتور العجلان عن الأمير عبدالله بن عبدالرحمن من نسبة آل سعود إلى بني حَنِيْفَةَ ، لا يتنافى مع القواعد المعروفة عند علماء النسب قديماً فال سعود من بني بكر بن وائل ، وبنو حنيفة بن جيم بن صعب ابن علي بن بكر بن وائل ، ويجمع الفرعين أصل واحد بكر بن وائل ويجمعهما بعنزة جد واحد هو ربيعة ..وما نقله مؤرخو نجد من أنَّ المُردَة – أجداد آل سعود ـ من بني حنيفة له ما يُبرره – عدا ما تقدم من صلة القرابة ، وهو أن ما كانتْ لِتُمَكِّنَ أحداً من النُّزُول في واديها ما لم يكن على صلة قوية بها ، والقول بأن ابن درع الذي كان في الوادي ابن عم للدروع الذين ينتمي إليهم مانع بن ربيعة الجدُّ الأعلى للأسرة السعودية الكريمة لا يتنافى مع القول بأن الدروع كانوا من بني حنيفة ، فنزح قسم منهم مع قبائل بكر بن وائل حين نَزَحت إلى شرق الجزيرة ، ثم عاد مانع بن ربيعة إلى قومه في هذا الوادي ولعل مما حمل بعض مؤرخي نَجْد من عدم تأييد قول الشيخ راشد ابن حنين أن المردة من بني حنيفة
١ – أن الشيخ راشد – عفا الله عنه وشمله برحمته التي وسعت كل شيء كان من مُعَارِضي بعض آراء الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وخاصَّةً قصد الرسول لا بالزيارة ، خلاف ماهو الصحيح لدى محققي العلماء
٢ ـ أن بعض أعداء الدعوة الاصلاحية التي قام بها الإمام محمد ابن عبدالوهاب ـ ونصرها ونشرها الأئمة آل سعود – اتخذ من اسم ( حَنِيفَةَ ) وسيلة للتنفير من قبول تلك الدعوة ، فقد خرج من حنِيفَةَ مُسَيْلمة الكذاب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصار الأعداء يضربون على هذه النغمة ، ويوردون أوهى الأسباب التي تَرْبُطُ بين قيام الدعوة الكريمة في هذه البلاد، وبين القائمين بها وبين عمل مسيلمة الكذاب ، فكان من جَرَّاء ذالك تحاشي مؤرخي نجد ذكر الصلة بين بني حَنِيفَة وبين الأسرة السعودية الكريمة وهل كان في عَد أبي لَهَبٍ من أعمام المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وقد أنزل الله في ذَمِّهِ قرآناً يُتْلَى على مرّ الْعُصْور والأيام ، ما يُزْرِي بقدر المصطفى ؟ حاشا وكلا وبالإجمال فآل مُقْرِنٍ أَسْرَةٌ وائليَّة النَّسَب ، رَبَعِيَّةٌ ، عَدْنَانِيَّةٌ ، بها أَعَزَّ الله العرب ، ورفع شأنها ، فأضافت إلى كرم المَحْتِدِ ، وعراقة الأصل شرف الفعل ، ونُبُلَ الخُلُقِ
منذ أن قامت بمؤازرة الدعوة الإصلاحية التي عادت بالإسلام إلى منابعه الصافية ، وأصوله الصحيحة ، كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، ثم أرست قواعد العدل ، في هذه البلاد ، التي سَعِدَتْ بحكمها، وتوحدَتْ بذالك الحكم كَلِمَتُها ، وعَمَّ الأمن ربوعها ، وانتشر الرخاء في جميع أقطارها ـ مما أصبح مَضْرِبَ المثل في جميع أنحاء العالم، وأصبح الحديث فيه من فضول القول وها هو ماذكره مؤرخو نَجْدٍ كابن بشر وابن عيسى وغيرهما عن الأسرة الكريمة ( آل مُقْرِنٍ ) في أول أمرها قال ابن بشر (٦) : قدم ربيعة بن مانع (٧)من بلدهم القديمة المسماة بالدرعية عند القطيف قدم منها على ابن درع صاحب (٨) ( حجر والجزعة ) المعروفين قرب بلد الرياض ، وكان من عشيرته فأعطاه ابن درع المليبيد وغصيبة المعروفين في الدرعية فنزلها وعمرها ، واتسع بالعمارة والغرس في نواحيها وزاد عمارتها ذريته من بعده وجيرانهم ، وذكر أن مانع المذكور كان مسكنه بلد الدروع من نواحي القطيف ثم انه تراسل هو ورئيس دروع حجر اليمامة بنو عم دروع القطيف،لما بينهم من المراحمة ، فاستخرج مانعاً القطيف من فأتى إليه في حجْرٍ ، وأعطاه المليبيد وغصيبة المذكورين ، وهما من نواحي ملكهم فاستقر فيهما هو وبنوه ، وما فوق غصيبة لآل يزيد إلى دون الجبيلة . ومن الجبيلة إلى الأبكين الجبلين المعروفين إلى موضع حُريملاء لحسن ابن طوق جد آل معمر ثم ولد لمانع المذكور ربيعة وصار له شهرة واتسع ملكه وحارب آل یزید ثم بعد ذالك ظهر ابنه موسى وصار له شهرة أعظم من أبيه وكثر جيرانه من الموالفة وغيرهم، واستولى على الملك في حياة والده واحتال على قتل أبيه ربيعة فجرحه جراحات كثيرة ، وهرب إلى حمد بن حسن ابن طوق رئيس العيينة ، فأجاره وأكرمه لأجل معروف له عليه سابقاً . ثم إن موسى سطا بالمردة وجميع من عنده من الموالفة على آل يزيد في النعمية والوَصِيل ، وقتل منهم في ذالك الصباح ثمانين رجلا واستولى على منازلهم ودمرها ، وكانت هذه الوقعة يضرب بها المثل في نجد فيقال ( مثل صباح آل يزيد ) وتشتت آل يزيد بعدها ، ولم يقم لهم قائمة واستمر موسى في الولاية . وتولى بعد موسى ابنه إبراهيم ، وكان لإبراهيم عدة أولاد : منهم عبدالرحمن وعبدالله وسيف ومرخان ، فأما عبدالرحمن فهو الذي استوطن بلد ضرما (٩) ونواحيها وذريته آل عبد الرحمن المعروفين بالشيوخ، وأما عبدالله فمن ذريته الوطيب وغيره (۱٠)وأما سيف فمن ذريته آل أبي يحيا أهل بلد أبي الكباش المعروف منهم وأما مرخان فخلف عدة أولاد منهم مقرن وربيعة فأما مقرن فهو الذي من ذريته آل مقرن اليوم وخلف عدة أولاد محمد وعبد الله جد آل ناصر وعياف ومرخان ، فأما محمد فخلف سعود ومقرن انتهى وقد تقدم الكلام على ( آل مقرن ) و ( آل سعود ) .
(۱) انظر مجلة العرب س ١٥ ص ٦٠٢
(٢) في القسم الذي لايزال مخطوطاً .
(٣) المؤتلف والمختلف» للأمدي و معجم الشعراء للمرزباني .
(٤) سوى : وسط . والفزر لقب بني سعد بن زيد مناة بن تميم .
(٥) لا يزال مخطوطا
(٦) عنوان المجد ص ۱۸۹/ ۱۹۰، طبع وزارة المعارف سنة ۱۳۹۱ (۱۹۷۱م) .
(٧) في تاريخ ابن عيسى ( مانع بن ربيعة المريدي من بلد الدروع ) .
(٨)عند ابن عيسى أهل وادي حنيفة وكان بينهما مواصلة ، لأن كلا منهما ينتسب إلى حنيفة .
(٩) عند ابن عيسى ( ضرما وجو ونواحيها ) .
(١٠) زاد ابن عيسى : ( وآل حسين وآل عيسى ) .
آل مقرن
أهل الباطن من بني حنيفة (۱) ، من وايل
(۱) العرب س ١٥ ص ٢٠٤
آل مقرن
ومقرن هو ابن سند بن فطاي الودعاني ، في القرينة منهم : الشيخ محمد بن مقرن بن سند (١٢٦٧هـ) تقدم ذكره في ( آل سند ) . من الوداعين ، من الدواسر
آل مقرن
في شقراء وثرمداء من آل صالح، من آل فیاض ، من بني زيد (۱)
(۱) العرب ٢٢ /٥٣٢ .
آل مقرن
في اليمامة من الخرج من عائذ ، من عبيدة ، من قحطان